الجامع النوري الكبير في مدينة حمص هو واحد من أقدم وأهم المعالم الإسلامية. يقع في وسط المدينة بالقرب من أسواقها القديمة، ومر بمراحل تاريخية متعددة؛ حيث كان في البداية معبدًا مخصصًا لإله الشمس، ثم تحول إلى كنيسة في عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس، قبل أن يصبح مسجدًا جامعًا بعد الفتح الإسلامي. خضع الجامع لعدة تجديدات، أبرزها ما قام به نور الدين زنكي في عام 1163م، حيث أعاد بناءه وأضاف المئذنة الشهيرة "الحدباء". يبلغ مساحة الجامع حوالي 5,320 مترًا مربعًا ويتسع لحوالي سبعة آلاف مصلٍ. يتميز الجامع بمئذنته المائلة والمرتفعة، التي أكسبتها لقب "الحدباء". يحتوي الجامع أيضًا على صحن مركزي تحيط به أروقة وقاعات جانبية تضم مكتبة غنية بالكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى قاعة مخصصة للمحاضرات. يُعد الجامع مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا في حمص، حيث يحيط به أسواق شهيرة تعزز من دوره المحوري في الحياة الاجتماعية والتجارية للمدينة.